– الجيران: الشرطة عثرت على مشغولات ذهبية وعملات ورقية مختلفة وبطاقات لفتيات كانوا يترددن على الشقة
– حارس العقار: أشخاص كثيرون يترددون حتى الآن على الشقة وآخرهم رجل كان يسأل على زوجته المختفية من عشرة أيام
بعد أن أصبح بيع الأعضاء البشرية تجارة مربحة، وقودها المعدمون والفقراء، كسر “اليوم السابع” حاجز الصمت لكشف الغطاء عن كواليس مافيا بيع الأعضاء البشرية بالمعادى.
وفى تقصى “اليوم السابع” لحقائق تلك التجارة الدامية، كشف أحد الجيران لمتهمى تجارة الأعضاء البشرية بالعقار 212 مساكن صقر قريش الدور الرابع، الذى رفض بالطبع الكشف عن اسمه، تفاصيل مثيرة حول أعضاء تلك الشبكة.
وروى الجار حكاية تلك الشبكة قائلا: “البداية عندما تم استئجار الشقة منذ عام ونصف تقربيا، حيث قال المتهمون إنهم تجار مواشى ولديهم تعاملات ومزارع، ولكن بعد فترة وجدنا المتهمة الأولى تقوم بتوزيع كروت خاصة بها، تدل على أنها طباخة وعلى استعداد لتجهيز الأفراح والحفلات”.
محرر اليوم السابع مع حارسه العقار
واستطرد: “فى الحقيقة منذ أن جاءوا للسكن فى العمارة وهم غير طبيعيين بالمرة، ويقومون بأفعال غريبة ويتشاجرون ونسمع أصواتا وضحكات فى ساعات متأخرة من الليل، حتى شككنا فى بداية الأمر أنهم يقومون بأعمال منافية للآداب داخل الشقة، خاصة أننا كنا نرى تردد عدد كبير من الفتيات عليهم، وشكونا أكثر من مرة لصاحب الشقة من أجل معاتبتهم أو طردهم، ولكن لا حياة لمن تنادى، والمفاجأة عندما داهمت الأجهزة الأمنية للشقة، وكنت معهم أثناء دخولهم، ووجدنا صور إشاعات طبية وأدوية كثيرة وسماعة أطباء وثلاجة بها كميات كبيرة من الثلج، وصور بطاقات معظمها لفتيات وكميات كبيرة من الذهب والعملات الأجنبية والعربية المختلفة، وصورة لابنة المتهمة مروة، وهى ترتدى بالطو الأطباء الأبيض والسماعة الطبية.
وأضاف قائلا، وتبين أن هذه الشقة كانت تستخدم ثلاجة لتجارة الأعضاء البشرية، ومكان للنقاهة والتجهيز لضحايا المتهمين، حيث كانوا يقومون بعمل حفلات سكر ورقص للترفيه عن الضحايا، خلال فترة النقاهة، وخاصة من الشباب المعدوم والمغترب من محافظات الصعيد، تماما مثلما كان تتبع الشقيقتان “ريا وسكينة” فى الترفيه عن ضحاياهما من السيدات أصحاب المشغولات الذهبية.
وفى نهاية حديثه أكد الجار ظهور أحد الأشخاص منذ أيام قليلة داخل العمارة للسؤال عن زوجته المختفية منذ عشرة أيام، التى كانت تتردد على الشقة.
ومن جانب آخر قال سعد “حارس العقار”، إنه يعمل منذ شهور قليلة ولكن يكن موجود عندما تم استئجار الشقة، مضيفا أن يوم مداهمة الشرطة للشقة، ظنوا أنهم لصوص نظر لعدم ارتدائهم الزى الشرطى، وعندما صعدنا خلفهم، نهرنا ضابط المباحث وطلبنا منا النزول أسفل العقار لحين الانتهاء من تفتيش الشقة.
اليوم السابع مع زوجه حارس العقار
وأضاف أنه حتى الآن هناك من يتردد على العقار للسؤال عنهم، وآخرهم شخص كان يسأل عن أموال كانت لديهم، كما حضر نجلا المتهمة بعض القبض عليها بيومين، وكسروا الشقة وأخذوا بعض شاشات الكمبيوتر التى كانت موجودة داخل الشقة، مؤكدا أن أثاثهم مازال داخل الشقة حتى الآن.
والتقطت زوجته أطراف الحديث قائلة: “والله هم كانوا بيعملوا معايا زى كل السكان فى العمارة وبجيب لهم طلبات وخضار وفطار، بس الست كانت سخية معايا فى الفلوس معرفش ليه، وكانت بنتها الآنسة مروة بتقول إنها ممثلة وبتطلع فى التليفزيون، وكان فى بنات كتير بتيجى علشان تساعدهم فى موضوع التمثيل ده.
وتابعت: “آخر ثلاث أيام لم يكن هناك أحد داخل الشقة، حتى فوجئنا بالشرطة تداهم المكان وتمنعنا من الصعود للشقة، وكان لهم دراجة بخارية أمام العمارة ظلت مركونة حتى جاء نجلا المتهمة وأخذوها بعض القبض عليهم”.
العقار محل القضية
وأكد سعيد محمد، مدرس وأحد الجيران لمتهمى مافيا تجارة الأعضاء، على خروج أصوات غريبة ومثيرة فى ساعات متأخرة من الليل، وكنا نظنهم يتشاجرون مع بعضهم، وكلمنا صاحب الشقة أكثر من مرة لطردهم من العمارة لكثرة إزعاجهم للسكان.
وفى السياق ذاته كلف المستشار إبراهيم ذكرى، مدير نيابة السيدة زينب، برئاسة المستشار محمد سليم، رئيس النيابة، الأجهزة الأمنية بسرعة ضبط وإحضار متهمين آخرين فى القضية، ومنهم أخصائى تحاليل وعاملين بمستشفيات حكومية كانوا يسهلون إجراءات وأوراق الضحايا.
وأدلى المتهمون بقضية الإتجار فى الأعضاء البشرية باعترافات تفصيلية، أمام نيابة السيدة زينب، وأكد المتهمون أنهم كانوا يستقطبون ضحاياهم من الفقراء، والمتعثرين ماديا، نظير 12 ألف جنيه للكلية الواحدة.
وأضاف المتهممون، فى أقوالهم أمام النيابة، أنهم كانوا يجبرون الضحايا على التوقيع على إقرارات حكومية فى وزارة الصحة، تفيد بتبرعهم بهذه الأعضاء دون مقابل مادى، وذلك حتى يتمكنوا من إجراء هذه العمليات داخل مستشفيات كبرى ومشهورة، وذلك بناء على طلبات الزبائن، وأغلبهم من الأثرياء العرب، ورجال الأعمال، وفنانين.
العقار الذى ضم مافيا تجارة الأعضاء
فيما قررت النيابة، حبس 4 سماسرة يتاجرون فى الأعضاء البشرية، بينهم سيدة، 4 أيام على ذمة التحقيقات، ووجهت لهم النيابة عدد من التهم منها الإتجار فى الأعضاء البشرية والنصب والاحتيال.
كما كلفت النيابة الأجهزة الأمنية بالقاهرة بسرعة التحريات حول الواقعة، وأمرت النيابة بعرض المجنى عليه على الطب الشرعى، لبيان تاريخ إجراء عملية بيع كليته، وكذا عرض بعض الأوراق الطبية والتحاليل على الطب الشرعى لإعداد تقرير فنى بها.